الباب الثاني ( معني العلم وأخلاقيات العالم )
المعنى اللغوى والاصطلاحى للعلم
- كلمة علم [ science ] مشتقة من الفعل اللاتينى scire بمعنى أن يعرف .
- والعلم فى اللغة العربية يعنى النشاط العقلى , وقد أطلقها البعض على علوم أصول الدين.
المعنى الاصطلاحى للعلم : تعددت تعريفات العلم اصطلاحياً فيعرف من حيث :
1- الموضوع : ( دراسة الظواهر الحسية ) 2- المنهج : ( الطريقة التى ينتج بها العلماء القوانين والنظريات العلمية ).
3- النتائج التطبيقية : ( نتائج العلم التطبيقية التى ننعم بها , من اتصالات , مواصلات , أجهزة منزلية ).
موضوع العلم
1- يدرس الظواهر التى نراها سواء كانت طبيعية أو بيولوجية أو اجتماعية , وهى ظواهر يمكن وصفها وتفسيرها .
2- يحتل علم الفيزياء المرتبة الأولى فى تصنيف العلوم الطبيعية لأنه أكثر فروع العلم بحثاً فى الكون وفي الظواهر التى نراها
هدف العلم : يهدف العلم إلى تحكم وسيطرة الانسان على العالم ليتجنب أخطار الطبيعة من زلازل وبراكين وسيول .... الخ .
وللعلم جانبان : أ- جانب نظرى ب- جانب تجريبى
ووفقاً لهذه الجوانب ينقسم العلماء الى فريقين :
- الفريق الأول علماء متخصصون فى التنظير العقلى وهم عباقرة العلم ومبدعوه ( نيوتن , داروين , أينشتاين , زويل )
- الفريق الثانى : علماء متخصصون فى تكنولوجيا التجربة , و يمكنهم التحقق من الفروض التى يضعها علماء التنظير .
مهام رجل العلم ( مهام العالم )
1- الوصف : المهمة الأولى لرجل العلم هى وصف ما يراه أو يسمعه ,
فيقوم بالنظر للوقائع الحسية التى يراها ليجمع كل نوع فى مجموعة يطلق عليه اسم معين , وتعرف هذه العملية بالتصنيف .
2- التفسير : هو العثور على أسباب للوقائع الحسية التى نراها بهدف فهم الظواهر المحيطة بالانسان وتوضيح كيفية حدوثها.
3- التنبؤ :يرتبط التنبؤ بالتفسير ,فالتفسير الذى نصل به للقوانين العلمية يكون موجهاً للمستقبل, وبه نتنبأ بحدوث ظاهرة معينة
صفات رجل العلم وأخلاقياته
1- الأمانة العلمية : وللأمانة عدة صور :
أ- الأمانة فيما يقدمه من براهين : فأدلة العلوم الطبيعية تجارب . وفى العلوم الاجتماعية تكون استطلاعات الرأى وهكذا .
ب- الأمانة فى نقله من الأخرين : فإذا رجع لجهود علماء قد سبقوه فيجب أن يذكر جهدهم ولا ينسبه لنفسه .
ج- الأمانة فى شكر من تعلم على يديهم وارجاع الفضل لهم .
2- الدقة : ولها العديد من الصور :
أ - الدقة فى الكتابة العلمية : التى تختلف عن الكتابة الانشائية , فيجب استخدام لغة المعادلات الرياضية والبعد عن المجاز .
ب- الدقة فى اعطاء الموضوع الذى يدرسه ما يستحقه من بحث ودراسة وعدم اهمال أى جانب فيه .
3- الروح النقدية : بأن يختبر كل الأراء السابقة بنظرة نقدية ولا يقبل إلا الرأي الذي يبدو مقنعاً على أسس علمية
4- الخيال :الخيال للعالم وسيلة وليس غاية يتوجه به الى اكتشاف الحقيقة .
خصائص المعرفة العلمية
1- هى معرفة عقلانية تتطلب الجرأة والعمل الجاد المتقن والمراجعة والتصحيح المستمر .
2- لكل معرفة عملية اطار نظرى مختلف لذلك لا يصح مقارنة نظرية بأخرى مثل مقارنة نظرية أينشتاين بنيوتن .
3- تعتمد كل فروع المعرفة العلمية على الدليل والبرهان والفروض لكى تصل للقانون العلمى
4- المعرفة العلمية احتمالية فهي لا تقدم لنا خبر نهائى حول أى ظاهرة .
5- المعرفة العلمية تراكمية , فهى دائمة النمو والتطور .
6- المعرفة العلمية ذات جانب اجتماعى تعاونى
7- المعرفة العلمية تتقدم من خلال الصراع بين القديم والحديث .
المقصود بالتفكير العلمى
(عملية عقلية التى يقوم بها الفرد لفهم العالم المحيط وما يقوم به من مشكلات بهدف تفسيرها وايجاد حلول لها)
- ويقوم التفكير العلمي على عدة مبادئ :
أ- استحالة حدوث الشئ ونقيضه فى نفس الوقت ب- لكل ظاهرة سبب جـ- من المحال أن يحدث شئ من لا شئ .
خصائص التفكير العلمى
1- هادف : التفكير العلمى نشاط مقصود وليس تلقائى , فيدرس العالم الظواهر ليصل للقوانين التى تحكمها .
2- حر : فالعالم له الحرية فى اختيار الموضوع والنظرية التى يبدأ بها والنقد والتعديل بشرط أن يوافقه العلماء في ذلك .
3- العمومية : يدرس الظواهر الحسية لكى يصل الى قانون علمى عام يحكم كل أفراد الظاهرة من خلال التعميم والتجريد .
4- الموضوعية :أى البعد عن الميول الذاتية والرغبات والمصالح الشخصية .
5- كمى : حيث يستخدم العالم لغة الرياضيات عند دراسة الظواهر لأنها أكثر دقة .
6- الاستمرارية : فهو مستمر باستمرار وجود الانسان , فالعلماء يبحثون فى تعاون بهدف الاضافة والتجديد لما سبق .
7- اجرائى: فلا يكون سؤاله "ماهو الشئ " بل يسأل عن أوصافه وحركاته التى يمكن ملاحظتها وقياسها بأدوات ملائمة .
مهارات التفكير العلمى
1- الملاحظة والتجريب : الملاحظة هي الانتباه المنظم المقصود للظواهر بهدف اكتشاف أسبابها وقوانينها ,
والتجريب هو ملاحظة مضبوطة للظاهرة من جميع الجوانب .
2- التصنيف :هو وضع البيانات والمعلومات فى مجموعات بناء على الخصائص المشتركة بينها .
3- القياس :هو الاستعانة بأدوات وأجهزة تساعده فى عملية التجريب لتفسير الظاهرة .
4- تحديد المتغيرات وضبطها :
وهي المتغير المستقل والتابع والدخيل .
أ ) المتغير المستقل : هو الذي يراد معرفة درجة تأثيره . ب) المتغير التابع : هو الذي يراد معرفة درجة تأثره
جـ ) المتغير الدخيل ، هو الذي يتم عزله حتي لا يفسد التجربة .
5-تفسير البيانات:يتم وضع النتائج التى تم التوصل اليها فى مجموعات وجداول للتحقق من صحة الفروض التى وضعها العالم
خطوات التفكير العلمى
1- الشعور بالمشكلة : هو الحيرة والتردد والحاجة للتفكير في مشكلة معينة أو موقف غامض .
2- تحديد المشكلة : يقوم الفرد بتنظيم المعلومات المتوفرة لديه لتحديد المشكلة تحديد دقيق .
3- اقتراح الحلول وصياغة الفروض : يقوم باقتراح حلول محتملة للمشكلة فى ضوء المعلومات المتوفرة وهى أفكار مبدئية .
4- اختبار الفروض : يقارن بين الحلول المقترحة لكى يصل إلى الحل الصحيح .
5- اختيار أفضل البدائل ( الفرض الصحيح ) وهو اختيار أفضل الحلول والبدائل للوصول الى حل المشكلة .
معوقات التفكير العلمى
1- الأخطاء المنطقية : هي التسرع فى الوصول الى النتائج من معلومات ومقدمات غير كافية عن الظاهرة التى يدرسها العالم
2-العوامل الانفعالية والوجدانية : سمات الشخصية لها دور فى القدرة على التفكير , فالقلق المناسب يؤدي الى تشجيع التفكير أما اذا زاد القلق وتغلبت الأهواء والمصالح الذاتية اختل التفكير .
3- انتقاء المعلومات والاستنتاجات : قد ينتقى العالم البيانات التى تؤيد وجهة نظره ويتجاهل التى تتعارض مع وجهة نظره
4- تقبل البيانات والمعلومات : قد يقبل العالم البيانات والمعلومات دون نقد وهذا يؤثر على صحة نتائجه .